اتيكيت تنسيق مائدة رمضان.. فن وذوق

زائر

عزومة رمضان ليست بالأمر السهل، وعليك سيدتي أن تستعدي لها جيدا.. فهي عنوان الكرم، لكن من دون بذخ أو تبذير قد يؤخذ عليك، وطريقك إلى لم شمل العائلة أو الأصدقاء أو الأحباء في أجواء روحانية ممتعة. ولأن لها اتيكيتا وآدابا شديدة الخصوصية، فعليك أولاً أن تعرفي ما لك.. وما عليك.. وهذه مهمتنا حتى تبقي عزومتك عالقة في أذهان ضيوفك طويلاً.

فن تنسيق مائدة رمضان، ربما يتشابه إلى حد كبير مع أصول تنسيق أي مائدة طعام، ولكن عليك أن تدركي سيدتي أن ضيوفك قد يجلسون إلى مائدتك الرمضانية قبل موعد الإفطار بما يتراوح ما بين 5 إلى 10 دقائق، ولأنهم لن يقربوا الطعام حتى يحين موعد آذان المغرب، فلن يفعلوا شيئاً سوى ترديد الأدعية والأذكار وتأمل مائدتك بدقة شديدة، وربما التعليق على ما قد يلفت انتباههم، وبالطبع لديك فرصة أن تجعليها تلتصق بأذهانهم كثيراً.
خبيرة الإتيكيت عاليا الصاوي تشرح إتيكيت إعداد مائدة عزومة رمضان، وما الذي يجب مراعاته فيها، وما اللمسات البسيطة التي قد تبهر ضيوفك؟
في البداية تقول الصاوي:
- فن تنسيق مائدة رمضان يعني إضافة بعض اللمسات الرقيقة المبهرة المفعمة بالذوق الراقي، والتي تتعلق بفرش المائدة وأدواتها وترتيبها استعداداً لاستقبال أطباق الطعام الشهي وأصنافه المتعددة، فمثل هذه اللمسات تعطي طابعا جماليا أنيقا يدل على أن أصحاب المنزل يعيشون في أجواء مليئة بالذوق والإتيكيت الرفيع المستوى، الذي يجبر الضيوف على التعامل بالمثل والظهور بشكل حضاري راق. ويكفيك سيدتي أن عزومتك الرمضانية الشهية ولحظات السعادة التي سيقضونها في منزلك ستبقى عالقة في أذهانهم طويلاً.
وأولى هذه اللمسات الجمالية التأكد من نظافة المائدة قبل تغطيتها بالمفرش، الذي يجب التأكد من كيه لأنه واجهة مائدتك الرئيسية. وبالطبع يجب التأكد من أنه ينبسط ويتدلى حتى مستوى قاعدة الكرسي كطابع إنكليزي قديم يضفي مظهرا ارستقراطيا أنيقا على المائدة، إلى جانب وضع الجراب المنوط به احتواء أدوات الطعام الفردية أمام كل مقعد ليحدد بدقة شديدة أماكن وضع الشوكة والسكينة وأيضا الفوطة وطبق الخبز وكأسي الماء والعصير، فحوله تتحرك كل الأشياء.
ويمكن وضع شمعدان عملي متوسط الحجم في منتصف المائدة، بشرط عدم إضاءة شموعه، فلسنا في عشاء رومانسي بل في عزومة رمضانية تجمع ربما عشرة أشخاص أو يزيد. ويمكن استبدال الشمعدان بفازة تحتوي على مجموعة جميلة من الزهور الطبيعية التي تعبر عن الحب والمودة والترحيب بالضيوف، مع مراعاة ألا تكون «الفازة» مرتفعة حتى لا تحجب رؤية المدعوين لبعضهم البعض، وكذلك عدم ارتفاع الزهور بصورة قد تعوق المشاركة أو تبادل الأحاديث والمجاملات الرقيقة. وأيضاً يمكن نثر بعض الورود على المائدة بشرط أن تكون بمعدل وردة واحدة أمام كل مقعد حتى لا تشغل حيزاً، ويمكن أيضاً نثر بعض الكريستالات لتجميل المائدة. ويمكن الاستعاضة عن ذلك بوضع طبق نحاس أو فضي للفاكهة في المنتصف، وبألوانه الطبيعية الجذابة سيكون كفيلا بتحقيق ما كان مرادا من الزهور الطبيعية الجميلة وذلك في حال عدم توافرها.
وتستطرد خبيرة الإتيكيت قائلة:
- خلال تنسيق مائدة عزومة رمضان يجب التعامل مع كل مقعد للضيوف حول مائدة الطعام كوحدة منفصلة وذات كيان مستقل عن الآخرين، أو بمعنى آخر التأكد أولاً من تواجد مسافات كافية بين كل منها لراحة الضيوف ومنحهم حرية الحركة.
ثانياً، لا بد من التأكد من اكتمال جميع أدوات تناول الطعام أمام الضيف قبل قدوم الطعام، خصوصا الطبق الرئيسي الذي يوضع في منتصف المنطقة المخصصة للضيف على المائدة وعليه طبق الحساء، وكلاهما يرفع ويتم استبداله بطبق رئيسي آخر عقب تناول الحساء. وعلى يسار الطبق توضع فوطة مطوية بعناية بشكل جمالي فني داخل طبق صغير، ثم على بعد سنتيمترين من حافة المائدة توضع شوكة السلطة الصغيرة تعقبها شوكة الطعام ثم شوكة الحلو، وعلى بعد سنتيمترات قليلة منها يوضع طبق الخبز والزبد الذي تعلوه سكين صغيرة للتقطيع، أما على يمين الطبق الرئيسي، فتوضع سكينة الطعام على أن يكون نصفها في اتجاه الطبق، ثم توضع الممالح وكأس الماء الرفيعة الأنيقة. على أن يوضع بديل لكل هذه الأدوات في مكان قريب لسرعة استبدالها إذا ما حدث خطأ في استخدامها.

اتيكيت تنسيق مائدة رمضان.. فن وذوق 47h1usxx3

زائر